قيصر قلوووب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قيصر قلوووب

منتدى الجميع


    :: توبة شاب فاسق ::

    avatar
    قصر الحب
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 6
    تاريخ التسجيل : 23/08/2009
    العمر : 32

    :: توبة شاب فاسق :: Empty :: توبة شاب فاسق ::

    مُساهمة  قصر الحب الإثنين سبتمبر 07, 2009 8:27 pm

    -----------------------------------------------------------------------------

    اللهم صل على محمد وال محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جاء في كتاب (( كيفركردار أو قانون مجازات )) أن رابعة العدوية قالت : كان هنالك شاب في غاية الجمال . وقد استدرجه أصدقاء السوء إلى مهاوي الفحشاء والرذيلة حتى صار في عداد الفسقة والأشقياء وأصبح همَّه مطاردة النساء وإغواء الفتيات حتى بلغ أذاه جميع الناس.

    ذهبتُ لزيارته يوما فوجدته قد افترش سجادنه وانشغل بالصلاة وهو في غاية الخشوع والخضوع ويكثر من البكاء ، تعجبت من وضعه وقلت في نفسي : ما لهذا العاصي وهذه العبادة والخشوع والتقوى ، وكيف صار عتبة بن علام إلى هذا الحال !؟

    انتظرت حتى انتهى من صلاته ثم قلت له : هذا أنت يا بن علام ؟ أنت الذي كنت غارقا في الشهوة والشراب والمعاصي.كيف أعرضت عن كل ذلك وتوجهت إلى الله ، وكيف تبت مما كنت فيه من المعاصي!؟

    قال : أنت تعلمين أنني كنت في شبابي كثير المعاصي ومولعاً بالنساء . وكما تعلمين أن أكثر من ألف امرأة في البصرة كن واقعات في شباك غرامي ، وأنني كنت مسرفا في غروري ذاك وطيش الشباب.

    وفي أحد الأيام وقع بصري عندما خرجت من داري على امرأة لا يظهر منها إلا عيناها إذ كانت مستورة بثيابها . فوسوس لي الشيطان وأغراني بها وصار قلبي وكأن ناراً اضطرمت فيه ؛ فسرت وراءها لأكلمها فأعرضت عني وكلما دنوت منها تجاهلتني . فاقتربت منها وقلت : ويحك ألا تعرفيني ؟ أنا عتبة الذي تهواني أكثر نساء البصرة ، فما لي أكلمك فتعرضين!؟

    قالت : ماذا تريد مني ؟

    قلت : ضيفيني

    قالت : ويحك يا رجل كيف عشقتني وتدعي محبتي وأنا ارتدي ثياباً تستر أعضاء بدني.

    قلت : عشقت منك هاتين العينين الجميلتين.

    قالت : صدقت لقد كنت غافلة عنهما حقاً . إذا لا تكف عني وتعال أقضي حاجتك . في دارها فدخلت وراءها ولكن لم حاجتك ، ثم أنها سارت فتبعتها إلى أن دخلت وراءها ولكن لم أجد في دارها أثاثا ولا متاعا .

    قالت : نقلنا متاعنا من هذه الدار .

    قلت : إلى أين ؟

    قالت : ألم تقرأ في القرآن قوله تعالى : (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ))...سورة القصص – الآية 83

    لقد نقلنا كل ما لدينا إلى الدار الآخرة وهي دار الخلود . أما هذه الدنيا فزائلة . فاخش ربك أيها الرجل وتب من عملك هذا ، وإياك أن تبيع الجنة الباقية بالدنيا الفانية والحور بالنساء.

    قلت : دعك من هذا الكلام واقضي حاجتي.

    نصحتني المرأة كثيرا ولكن لم تجد أذنا صاغية .

    فقالت لي : هل عليَّ أن أقضي حاجتك إذا لم تدع عنك هذا ؟

    قلت : نعم.

    رأيتها دخلت غرفة أخرى وتركتني لحالي ، وشاهدت عجوزا جالسة في تلك الغرفة . نادت تلك البنت أن ائتوني بماء لأتوضأ . فجاؤها بالماء وتوضأت ووقفت تصلي حتى منتصف الليل . وبقيت أفكر مع نفسي أين أنا ؟ ومن هؤلاء النسوة ؟ ولماذا أطالت عليَّ هكذا ؟ إلى أن سمعت صوتها فجأة تنادي : أحضروا لي قطنا وطبقاً .فأخذت لها العجوز ما أرادت.

    بعد دقائق سمعت العجوز صرخت وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    وثبت مذعورا فوجدت أن الفتاة قد قلعت عينيها بالسكين ووضعتهما على قطن في طبق ، ولما جاءتني العجوز بالطبق وجدت العينين لا زالتا تتحركان في الشحمة على القطن.

    قالت لي العجوز وهي في غاية الارتياع : هذه ما كنت تعشقها خذها لا بارك الله لك فيها. لقد حيرتنا حيرك الله . ووضعت الطبق أمامي فذعرت وجف فمي ولم أعد قادرا على الكلام ، فما هذا الذي فعلته هذه الفتاة!؟

    قالت العجوز وهي باكية : كنا عشرة نساء اعتكفن في هذه الدار لا نبرحها وكانت هذه الفتاة هي التي تشتري لنا ما نحتاج إليه . إلا أنك جلبت علينا الحيرة والألم . أهذا هو مرادك ؟ خذ هاتين العينين اللتين عشقتهما.

    وما أن سمعت كلام العجوز حتى أغمي عليَّ ولما استعدت الوعي بقيت تلك الليلة غارقا في التفكير وندمت من أعمالي وقلت الويل لي لقد كنت أعصي الله طوال عمري ولم أندم على شيء من ذلك. إلا أن هذه الفتاة أدبتني بعملها هذا . فذهبت إلى داري ووقعت في فراش المرض أربعين يوما ، فكان ذلك سببا لندمي وتوبتي.
    ---

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 7:17 pm